أريحا، فلسطين - في لحظة فخر وإنجاز، أكملت تبارك فريجات، البالغة من العمر 22 عامًا، بنجاح دورة أمن الوثائق - المستوى الأساسي، لتنضم إلى 15 مشاركًا آخرين في برنامج تدريبي مكثف. هدفت الدورة، التي عُقدت في الفترة من 20 إلى 23 أبريل 2025، في الادارة العامة للحدود والمعابر بأريحا، إلى تعزيز مهارات المشاركين في كشف وثائق السفر والهوية المزورة.

قدّم التدريبَ موظفو الإدارة العامة للمعابر والحدود، الذين سبق لهم تلقي تدريباتٍ من خبراء من مكتب الحدود الملكي الهولندي، التابع لبعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في معبر رفح (EUBAM Rafah). وتُعدّ هذه المبادرة جزءًا من سلسلة من سبع دورات تدريبية أُطلقت في صيف عام ٢٠٢٤، بالتعاون مع مكتب الحدود الملكي الهولندي.

ومن أهم إنجازات هذا البرنامج التطبيق الناجح لمنهج تدريب المدربين. أشرف ستة من موظفي الادارة العامة للجمارك، بعد أن أكملوا تدريبًا متخصصًا، على دورة أمن الوثائق كمدربين. وكان من بين المتدربين تبارك فريجات، ضابطة شرطة جمركية تعمل في محطة الكرامة للركاب. 

لقد تعلمتُ الكثير عن منهجيات التحقيق وكيفية المساهمة في تعزيز الأمن الفلسطيني من خلال منع التجارة غير المشروعة وغيرها من أشكال الجريمة العابرة للحدود،" قال فريجات. "في الواقع، كان حلم طفولتي العمل في قوات الشرطة والمساعدة في حماية شعبي".

فريجات، من رام الله، انضمت إلى الجمارك العام الماضي بعد إتمام دراستها. ويشمل عملها في معبر الكرامة إجراء عمليات تفتيش جمركية مسبقة للمسافرين الداخلين إلى الضفة الغربية.

عزز التدريب أيضًا مراعاة المنظور النوع الاجتماعي، حيث تولت أربع مشاركات أدوارًا قيادية خلال المناقشات. وأشارت فريجات ​​إلى أن "ما أعجبني حقًا هو النهج المراعي لاعتبارات النوع الاجتماعي ، والذي كان مصدر إلهام لي".

يُعدّ معبر الكرامة للمسافرين في أريحا، الذي تديره السلطة الفلسطينية، بوابةً حيويةً للمسافرين بين الضفة الغربية والأردن. ورغم القيود التقنية، كالاعتماد على التدقيق اليدوي للوثائق، فقد عزز التدريب بشكل ملحوظ قدرة الادارة العامة للجمارك على كشف تزوير الوثائق. 

أنس فاخر صدقة، من دائرة العلاقات الدولية في الهيئة، كان من بين المشاركين المختارين، وقال: "كانت تجربة ثرية. تعلمت الكثير عن خصائص أمن الوثائق وأساليب التزوير، والأهم من ذلك، اكتسبت مهارات تدريب الآخرين".

وتندرج هذه الدورة ضمن خطة عمل أوسع لتعزيز قدرات الادارة العامة للمعابر في مراقبة الحدود ومكافحة التهريب، بدعم من بعثة الاتحاد الأوروبي. وتهدف الخطة إلى بناء نظام فلسطيني حديث لإدارة الحدود يتماشى مع المعايير الدولية.

وقال لوتشيانو كالاتشيورا، خبير الإدارة المتكاملة للحدود وقائد فريق البعثة: "نركز على نقل الخبرات إلى الكوادر الفلسطينية في إدارة الحدود، لضمان بناء منظومة فعّالة ومستدامة"، مشددًا على أن "التحقق السليم من وثائق السفر عنصر أساسي في أمن الحدود".

يُذكر أن نحو 1.7 مليون مسافر استخدموا معبر الكرامة خلال عام 2024، فيما بلغ متوسط عدد المسافرين اليومي منذ بداية 2025 حوالي 4750 مسافرًا.