بعثة الاتحاد الأوروبي وكليات التقنية العليا ينظمان جلسة نقاش حول المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي برأس الخيمة

نظمت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع كليات التقنية العليا (HCT) في رأس الخيمة، جلسة حوار مهني بعنوان "المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي"، بهدف تشجيع الطالبات على متابعة مسارات مهنية لتولي أدوار قيادية في المجال المتنامي للذكاء الاصطناعي.

سلّطت الجلسة الضوء على الحاجة لزيادة مشاركة المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن النساء يشكلن أقل من ربع مصممي أنظمة الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وهي فجوة تحد من الابتكار وتنوع الأفكار التي ترسم مستقبل التقدم التكنولوجي.

European Union

وفي كلمتها الافتتاحية، قالت سعادة لوسي بيرجر، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات:

"يسعى الاتحاد إلى تزويد النساء والفتيات بالمهارات الرقمية المطلوبة في الوقت الحاضر، وخلق مسارات للقيادات النسوية في هذا المجال، وضمان أن تكون سياسات وأطر الذكاء الاصطناعي أخلاقية وشاملة."

تناولت الجلسة تقاطع الذكاء الاصطناعي مع مختلف القطاعات، من التكنولوجيا الصحية والمالية إلى التعليم والأمن، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم في صميم معظم نماذج الأعمال. كما ناقش المتحدثون مخاطر بناء الخوارزميات على بيانات متحيزة أو معلومات مضللة، وشددوا على أهمية الأخلاقيات والعدالة والتوازن في تطوير الابتكار المتمحور حول الإنسان.

وفي مداخلته الافتتاحية، تحدث الدكتور حسان المهيري، المدير التنفيذي لكليات التقنية العليا برأس الخيمة، عن أهمية إلهام الشباب، وخاصة النساء، لتولي زمام المبادرة في بيئة العمل:

" بحلول عام 2031، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن تكون من بين الدول الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي. وتمثل المرأة الإماراتية قوة التغيير القادرة على تحقيق هذه الرؤية، رؤية تضمن أن يعزز الذكاء الاصطناعي الإمكانات البشرية بدلاً من أن يحلّ محل الحكمة الإنسانية.

إنّ مستقبل الذكاء الاصطناعي سيتشكل على أيدي الطموحين المتطلعين إلى المستقبل. وفي كليات التقنية العليا، نغرس في طلابنا روح الفضول والثقة، ونشجعهم ليكونوا مبتكرين وصُنّاع تغيير يسهمون في استخدام التكنولوجيا لخدمة المجتمع."

كما تم التأكيد خلال الحدث على التزام كلٍّ من الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز الشمولية في مجال التكنولوجيا.

في جميع أنحاء أوروبا، يتم إجراء استثمارات موجهة لتزويد النساء والفتيات بالمهارات الرقمية، وتمويل الشركات الناشئة التي تقودها النساء في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الأطر التي تضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي أخلاقياً وشاملاً. ويهدف نهج الاتحاد الأوروبي إلى تمكين النساء من تولي أدوار قيادية في الصناعات الرقمية، وضمان أن تسهم الابتكارات التكنولوجية في تعزيز تأثير الأعمال ودعم التنمية المجتمعية الشاملة.

European Union

وقد تم تسليط الضوء على إنجازات الإمارات العربية المتحدة في تعزيز مشاركة المرأة في مجالي التكنولوجيا والقيادة كنموذج يحتذى به في منطقة الخليج. وضمّت قائمة المتحدثات نماذج ملهمة من النساء الأوروبيات و الإماراتيات اللواتي يسهمن في رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي:

• جيسيكا سكوباكاسا،  الشريكة المؤسسة لمبادرة "Olive Gaea" للاستدامة في الإمارات العربية المتحدة، التي تستخدم تصاميم الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار.

• الدكتورة ميسم العبادي، خبيرة في ريادة الأعمال والابتكار تُدير برامج منظمة "النساء في الذكاء الاصطناعي" في منطقة الشرق الأوسط.

• الدكتورة إيفا ماري مولر-ستولر، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للذكاء الاصطناعي لمجموعة "Hummingbird" في الإمارات.

• وأدارت الجلسة الأستاذة فاطمة العوضي من كليات التقنية العليا.

أبرزت قصص هؤلاء الرائدات في مجال الذكاء الاصطناعي ما يمكن تحقيقه عندما تكون المرأة  في مراكز قيادية، ولماذا يجب تشجيع المزيد من الشابات على الانضمام إلى هذا المجال والمساهمة في تشكيل مستقبله.  

عكست الجلسة المهنية التعاون القوي بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز الابتكار النسائي لخدمة المجتمع. ومن بين أحدث المبادرات التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لزيادة مشاركة المرأة في الذكاء الاصطناعي، نُظمت فعالية "ماراثون التفكير الابداعي النسائي" في حرم مركز الابتكار في مركز دبي المالي العالمي، والتي ركزت على إيجاد حلول لتحديات المياه باستخدام الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى فعالية "هاكاثون الذكاء الاصطناعي من أجل الاستدامة" التي أُقيمت بالتعاون مع جامعة السوربون أبوظبي، حيث تنافست فرق تقودها نساء، من بينها فرق من كليات التقنية العليا، على جوائز لأفضل مبادرات الاستدامة المصممة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة "حوارات مهنية" التي تنظمها بعثة الاتحاد الأوروبي في إطار جهودها لتعزيز الحوار والشمول والتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة مع التركيز  بشكل خاص على تمكين المرأة لتكون في طليعة ثورة الذكاء الاصطناعي.