الطاقات المتجددة في المغرب وقابلية التشغيل: معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية: نموذج للامتياز
مريم شعيب وياسين أضهار وحاتم عبد الله صابر ثلاثة طلاب تابعوا دراستهم في شعبة "استغلال الغاز الحيوي" بمعهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بوجدة. في سنة 2018، تم اختيار مشروعهم المتعلق بتثمين النفايات العضوية وصُنِّف ضمن المشاريع الثلاثة الأكثر ابتكارا خلال الدورة الرابعة لأسبوع الابتكار "إنجي" وهي مسابقة تُعنى بالابتكار الأخضر أطلقتها شركة "إنجي شمال إفريقيا".
مشروع "فالديسك" الذي تَقَدَّم به كل من مريم وياسين وحاتم يُتيح حلولا بقيمة مضافة عالية لتثمين النفايات الحيوية من خلال "هاضمات" متنقلة وثابتة لإنتاج الغاز الحيوي والأسمدة الزراعية.
التحق كل من مريم وياسين وحاتم بمعهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة بعد حصولهم على شهادة بكالوريا التعليم العلمي أو التقني واجتيازهم مباراة الدخول للمعهد. يُذكر أن المشاركة في المباراة تقتصر على المرشحين الذين خضعوا لانتقاء أولي والذين وضعوا ترشيحاتهم عبر الانترنيت. يجدر التذكير أن التسجيل المسبق برسم السنة الجامعية 2020-2021 في 06 غشت على الساعة الرابعة بعد الظهر (توقيت المغرب).
وتمنح المعاهد الثلاثة للتكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية لمتدربيها دبلوم تقني متخصص في خمس شعب كما تقترح دورات في إطار التكوين المستمر في المجالات التالية: الأنظمة الشمسية الحرارية والأنظمة الشمسية الفولطاضوئية والأنظمة الريحية والنجاعة الطاقية في البنايات والغاز الحيوي.
وبإمكان المتدربين في إطار التكوين المهني الاستفادة من منحة تُتيحها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي شريطة أن تقبل لجنة المنح طلبهم. وثمة إمكانية السكن في عين المكان.
الاستجابة لمتطلبات سوق جديد وتحسين قابلية التشغيل
في المغرب، تُمثل هذه المعاهد أقطاباً فريدة للتميز في مجال التكوين في المهن الخضراء وقد تم إحداثها بدعم مالي من الاتحاد الاوروبي للاستجابة لمتطلبات سوق الطاقات المتجددة الذي يعرف تطوراً مطردا. ويذكر في هذا الصدد أن الاستراتيجية الطاقية للمغرب تتوقع الرفع من نسبة استعمال الطاقات المتجددة في الإنتاج الكهربائي إلى 52 في المائة بحلول 2030. ويجب الإشارة إلى أن الاستثمارات التي تمت خاصة في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتي يواكبها الاتحاد الأوروبي كذلك تعكس إرادة المغرب في أن يُصبح أحد الرواد العالميين في مجال الانتقال نحو الطاقات النظيفة حيث يمكن إحداث ما يفوق 500.000 فرصة شغل جديدة في المغرب في هذا المجال بحلول 2030. ومن شأن معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية أن تستجيب لهذه الحاجيات في مجال التكوين المهني المتخصص.
فتح معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة بوجدة أبوابه سنة 2015 واستقبل عدة دفعات احترم فيها مبدأ المناصفة بين الجنسين، بينما استقبل معهد طنجة أول دفعة من الطلاب والطالبات سنة 2019 أما معهد ورززات فمن المرتقب أن يستقبل دفعته الأولى خلال السنة الجامعية 2020-2021. وقد تم تكوين مئات المختصين في السنوات الفارطة ومن المتوخى أن يتم تكوين 1000 شخص سنويا في هذه المعاهد الثلاثة.
في هذا الصدد، قال محمد السماع، مدير معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية: "إن تشجيع المبادرات القائمة على الابتكار يندرج في قلب أولوياتنا ونود من خلاله تعزيز قابلية التشغيل والإدماج المهني لمتدربينا". وبالإضافة إلى إمكانية التكوين بالتناوب مع المقاولة، تم اتخاذ عدة تدابير أخرى لتحفيز روح المبادرة ومواكبة المتدربين الراغبين في إحداث مقاولات. هذا هو التوجه الاستراتيجي الذي مكن بعض المتدربين أمثال مريم وياسين وحاتم من تطوير مشاريع مبتكرة و تتويج جهودهم".
كما تقترح معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية دورات في إطار التكوين المستمر للمأجورين في المقاولات العاملة في قطاع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية في الجهات المعنية. ويأتي هذا العرض انطلاقا من واقع السوق الذي يشهد تطور مستمرا في هذا المجال والذي تواكبه المعاهد الثلاثة عن قرب بفضل بنيتها التحتية المتطورة. والمعاهد مزودة بورشات من الجيل الحديث وبمعدات فائقة الدقة لتوفير تكوينات مماثلة لتلك المتاحة في المعامل.
معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية: منشآت تستجيب لمبادئ التنمية المستدامة
وتعتبر مقرات معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية نموذجاً في استعمال الطاقات المتجددة حيث تم إنشائها حسب مجموعة من المبادئ يمكن إيجازها في مايلي:
- توجيه وتموقع البنايات على نحو يمكن من تخفيض كلفة الإنارة والتدفئة والتكييف؛
- إدماج المحطات الشمسية في التصميم المعماري للبنايات مع إنتاج طاقة شمسية فولطاضوئية وانطلاقا من المحطات الشمسية وإنتاج الطاقة الشمسية الحرارية من خلال الماء المُسخَّن بالطاقة الشمسية؛
- معالجة المياه الرمادية واستعمال الضخ بالطاقة الشمسية لصيانة الفضاءات الخضراء؛
- استعمال تقنيات جد متقدمة لعزل البنايات؛
- تثبيت لواقط شمسية وكاشفات الحركة ومصابيح منخفضة الاستهلاك.
ولقد مكنت هذه التدابير في معهد وجدة من تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بما يعادل 6،1 هكتار من المساحات الغابوية في السنة.
للمزيد من المعلومات حول شروط التسجيل في معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، يُرجى الاطلاع على الإعلان عن المباراة.
