بناء السلام من خلال الشراكة: دعم الاتحاد الأوروبي لمرفق دعم السلام في اليمن

يظلّ الاتحاد الأوروبي شريكًا ثابتًا في مسار اليمن نحو السلام والاستقرار. ويعتبر مرفق دعم السلام (PSF) الذي يشارك في تمويله الاتحاد الأوروبي، والمنفَّذ بواسطة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن ومكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن ، مبادرة صُممت لتعزيز القدرات الوطنية والمحلية لبناء السلام، وتمكين المرأة والشباب، وتعزيز المشاركة الشاملة في مختلف أنحاء اليمن.

 

يوفر مرفق دعم السلام منصة مرنة تستجيب لأولويات السلام والتنمية المتنامية في اليمن، إذ يربط المؤسسات الوطنية بالمجتمعات المحلية ويدعم المبادرات التي تجعل جهود بناء السلام أكثر شمولًا واستدامة. كما أن المساعدة الفنية والتدخلات الموجَّهة يساعدان في تحويل التزامات السلام إلى تقدم ملموس على الأرض، مع تعزيز التعافي الطويل الأمد والقدرة المؤسسات على الصمود في وجه الأزمات.

قدّم المرفق إسهامات كبيرة في تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن في اليمن. فبدعم من مرفق دعم السلام، أنشأ مركز المرأة للبحث والتدريب في جامعة عدن شبكة لبناء السلام تضم الآن نحو مئة عضو نشط. وتعمل هذه الشبكة على تعزيز مشاركة النساء في عمليات السلام من خلال التدريب والبحث والمشاركة المجتمعية، وتشجّع النساء والرجال على حدّ سواء على المساهمة في الحوار ومناصرة المساواة بين الجنسين والسلام.

وكما توضح د. هدى علي علوي، مدير مركز المرأة بحوث المرأة والتدريب: " لا يمكننا تحقيق سلام دائم دون التعليم. فالتعليم يساهم في التطور النفسي والمعرفي للمجتمعات. كما يتيح للمجتمعات تعلّم مهارات مثل الوساطة ويُسهم في تغيير سلوكيات الناس نحو الأفضل". تجسد هذه الرؤية كيف أن التعليم والحوار أمران أساسيان لبناء السلام في اليمن، وكيف يعزّز دعم مرفق دعم السلام قدرة المؤسسات المحلية على قيادة هذا التغيير.

تحقق تقدّم مهم داخل المؤسسات العامة، فقد تم إنشاء شبكة للنوع الاجتماعي في جامعة عدن لتعزيز المساواة بين الجنسين والتوعية بأجندة المرأة والسلام والأمن. كما تم تعيين ست نساء في مناصب لصنع القرار في إدارة حماية الأسرة بعدن. بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل مجموعة عمل للتقييم الذاتي في مجال النوع الاجتماعي داخل أقسام الشرطة في ثمان مديريات في عدن بهدف تعزيز الممارسات التي تراعي النوع الاجتماعي ودعم تنفيذ خطة اليمن الوطنية للمرأة والسلام والأمن. كما شملت أنشطة التواصل الخاصة بمرفق دعم السلام في عام 2023 حملة مناصرة تسلّط الضوء على أهمية إشراك النساء في عمليات السلام في مختلف أنحاء اليمن.

يؤكد هذا د. سعيد القشبري، الأستاذ المشارك في مركز بحوث المرأة والتدريب حيث يقول: "عندما يصبح النظام التعليمي أكثر شمولًا من منظور النوع الاجتماعي، ستتمكّن مزيد من النساء من الوصول إلى مناصب صنع القرار. يساهم هذا في تحقيق مجتمعات عادلة ومتساوية، وبالتالي يتحقق السلام المستدام."

لا يقتصر عمل المرفق على المناصرة والسياسات بل يمتد ليصل إلى المجالات التي تحسّن الحياة اليومية وتعزز الثقة داخل المجتمع. ففي محافظة ذمار، على سبيل المثال، تم تركيب شبكة مياه جديدة بدعم من مرفق دعم السلام، ما وفر مياهًا نظيفة لأكثر من أربعمئة أسرة. قبل تنفيذ المشروع، كانت النساء والأطفال يقطعون مسافات طويلة لجلب المياه لأسرهم. خفّف النظام الجديد هذا العبء، وحسّن الظروف المعيشية، وعزّز الاستقرار داخل المجتمع. وفي عام 2023، أطلق المرفق أيضًا آلية المنح الصغيرة لدعم ست مبادرات لمنظمات المجتمع المدني في مأرب وتعز وعدن لمعالجة التحديات المحلية. تُسلط هذه المبادرات الضوء على جهود منظمات المجتمع المدني في تزويد الشباب بالمهارات اللازمة للتخفيف من النزاعات وحلّها.

يُبين مرفق دعم السلام كيف يمكن للتعاون الدولي أن يُترجم إلى تغيير هادف داخل المؤسسات والمجتمعات اليمنية، لصالح جميع اليمنيين. كما يُظهر أن التقدّم نحو السلام غالبًا ما يبدأ من المستوى المحلي، حيث يجعل تعزيز الثقة والشمول والوصول إلى الخدمات الأساسية تحقيقَ الاستقرار ممكنًا. تعكس إنجازات المرفق، مثل تعزيز مشاركة المرأة في القطاع الأمني، وترويج المساواة بين الجنسين في الحياة العامة، وتحسين الخدمات الأساسية، مقدرة الخطوات التدريجية المتجذرة محليًا على إعادة بناء الثقة في الحوكمة والحياة المدنية.

لا يعمل المرفق بشكل منعزل، إذ أنه يشكّل جزءًا من مشاركة أوسع للاتحاد الأوروبي في اليمن تربط بين بناء السلام وإصلاح الحوكمة والتعافي الاقتصادي. تصب هذه الجهود مجتمعةً في رؤية طويلة الأمد للسلام المستدام، حيث تصبح المؤسسات أكثر استجابة، والمجتمعات أكثر قدرة على الصمود في وجه الأزمات، ويكون لجميع اليمنيين صوت مسموع في رسم مستقبل بلدهم.

يواصل الاتحاد الأوروبي دعم المبادرات التي تعزّز المؤسسات، وتدعو للمساواة بين الجنسين، وتدعم التنمية الشاملة كأسس لتحقيق سلام دائم. ويُعد مرفق دعم السلام مثالًا واضحًا على الكيفية التي يمكن بها أن يحوِّل التعاون والرؤية المشتركة آمال السلام إلى تقدّم ملموس لمصلحة الشعب اليمني.

هل تريدون معرفة المزيد عن أجندة المرأة والسلام والأمن في اليمن؟ تابعونا على منصات الانستغرام وفيس بوك وإكس، وزوروا هذه الصفحة بانتظام!