سوريا: الاتحاد الأوروبي يعزّز الاستجابة للكوليرا من خلال شركائه في العمل الإنساني
بعد الإعلان عن تفشّي الكوليرا في سوريا، خصّص الاتحاد الأوروبي مبلغاً إضافياً قيمته 700,000 يورو كمساعدات إنسانية للمساعدة في احتواء الوباء في جميع أنحاء القطر. ويأتي ذلك بالإضافة إلى 4 ملايين يورو تمّ حشدها للتأهّب للكوليرا والاستجابة لها، وتحسين الرعاية الصحية وكذلك خدمات المياه والصرف الصحي.
قال المفوّض الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز لينارتشيتش: "يعتمد ما يقرب من نصف السوريين على مصادر مياه غير آمنة لتلبية احتياجاتهم اليومية. وهذا ناتج عن قرابة اثني عشر عاماً من الصراع الذي تفاقم بسبب الأزمة الاقتصادية الحادّة والجفاف الذي طال أمده. وينضمّ الاتحاد الأوروبي إلى الجهود الرّامية إلى كبح جماح الوباء. وسيتيح تمويلُنا للشركاء في المجال الإنساني الاستجابة لتفشّي الكوليرا من خلال الكشف المبكر والعلاج وتوفير المياه الصالحة للشرب والوقاية من الكوليرا. الاتحاد الأوروبي ملتزم بمساعدة السوريين في التغلّب على تفشّي المرض".
وسيتيح التمويلُ المخصّص حديثاً للاتحاد الدولي للصليب الأحمر واليونيسيف دعم توزيع المواد الكيميائية والأقراص المعدّة لتنقية المياه، ومجموعات النظافة الصحية، وأملاح الإماهة الفموية. وسيساعد في زيادة الوعي إزاء الكوليرا والوقاية منها وكذلك نقل المياه بالشاحنات إلى المناطق المتضرّرة. وسيسمح التمويل أيضاً برصد الحالات واكتشافها في وقت مبكر، فضلاً عن إحالة المرضى من أجل الإماهة الفموية والعلاج إلى مراكز علاج الكوليرا المنشأة حديثاً أو المرافق الصحية. وأخيراً، سيساهم في التطعيم الفموي ضد الكوليرا.
معلومات أساسية:
بحلول أوائل أكتوبر/تشرين الأول، تم الإبلاغ عن أكثر من 13,000 حالة مشتبه بها في ثلاث عشرة محافظة من أصل أربع عشرة محافظة سورية. في حين تمّ الإبلاغ عن جميع الحالات تقريباً في شمال شرق سوريا ومحافظة حلب، إلا أن الوباء ينتشر بسرعة في القطر. كما تمّ الإبلاغ عن حالات في مخيّمات ومواقع مكتظة بالنازحين حيث غالباً ما تكون إمكانية الحصول على المياه المأمونة والنظافة الصحية والصّرف الصحي غير كافية، ما يعرّض الناس للأمراض. ويثير الوضعُ في مخيّمات النازحين داخلياً في شمال شرق وشمال غرب سوريا و التي تستضيف ملايين الأشخاص قلقاً خاصاً.
وفقا لاستعراض الاحتياجات الإنسانية السورية لعام 2022، انخفضت موثوقية وكفاءة أنظمة المياه في سوريا بشكل حاد للمرة الأولى منذ عام 2016. ويعتمد ما يصل إلى 47% من السكان على بدائل غير آمنة لتلبية احتياجاتهم من المياه أو استكمالها (مقابل 38 % في منتصف عام 2020). وقد تضرّر الكثير من البنية التحتية الحيوية للمياه خلال الصراع. ويتم تصريف ما لا يقل عن 70% من مياه الصرف الصحي من دون معالجة، كما أن نصف شبكات الصرف الصحي على الأقل لا تعمل. ففي الرقة ودير الزور على سبيل المثال، يتمّ تصريف كل مياه الصّرف الصّحّي غير المعالجة تقريباً في نهر الفرات الذي يعدّ مصدراً رئيساً لمياه الشرب للسكان.
بعد مرور ما يقرب من اثني عشر عاماً على الأزمة، يتعرّض توفّر خدمات الرعاية الصحية ومُتاحيتها للخطر، حيث يعمل 58% فقط من المستشفيات و53% من مراكز الرعاية الصحية الأولية بكامل طاقتها. ويحتاج نحو 14.6 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا، بما في ذلك 6.7 مليون من نازحي الداخل.
يمكّن الاتحادُ الأوروبي أكثرَ من ثلاثين شريكاً في العمل الإنساني داخل سوريا من تلبية الاحتياجات الأساسية للناس وتوفير استجابة سريعة لحالات الطوارئ، بما في ذلك الدعم للحيلولة دون انهيار البنية التحتية الحيوية مثل محطات معالجة المياه ومحطات الضخّ، وضمان مُتاحية المياه الصالحة للشرب لخمسة ملايين سوري.
لمزيد من المعلومات:
الدعم الإنساني المقدّم من الاتحاد الأوروبي في سوريا.