المفوضة سويتسا في مصر لتعزيز الشراكة الأوروبية-المصرية و لبحث ميثاق البحر المتوسط الجديد
زارت مصر اليوم، المفوضة المسؤولة عن ملف البحر المتوسط، السيدة دوبرافكا سويتسا، لتعيد التأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بدعم مصر في هذه اللحظة الحاسمة. فمصر ليست مجرد شريكا أساسيا، بل إنها حجر زاوية الاستقرار و الأمن و التعاون الاقتصادي على المستوى الإقليمي. كما كانت هذه الزيارة فرصة لتقديم رؤيتها بشأن وثيقة ميثاق البحر المتوسط الجديد.
قابلت المفوضة سويتسا الرئيس المصري، السيد عبد الفتاح السيسي، و رئيس الوزراء المصري، السيد مصطفى مدبولي، و وزير الشؤون الخارجية و الهجرة و شؤون المصريين بالخارج، السيد بدر عبد العاطي، و وزيرة التخطيط و التنمية الاقتصادية و التعاون الدولي، السيدة رانيا المشاط. بالإضافة إلى ذلك، فقد وقعت مع الحكومة المصرية على قرض بقيمة 90 مليون يورو لصالح مشروع "صمود مصر الغذائي" الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي و بنك الاستثمار الأووربي.
-
و أعادت سيادة المفوضة التأكيد على العلاقات القوية بين الاتحاد الأوروبي و مصر و استعرضت تنفيذ الشراكة الاستراتيجية و الشاملة في عدة مجالات مثل التعاون الاقتصادي، و التجارة و الاستثمار، و الطاقة و التكنولوجيا النظيفة، و التكيف المناخي، و الأمن و تنظيم الهجرة.
-
فالقيم الأساسية و الاهتمامات الاستراتيجية المشتركة هي نقطة ارتكاز التعاون بين الاتحاد الأووربي و مصر.
-
وتناولت المفوضة جهود مصر لتعزيز إصلاحاتها السياسية و الاقتصادية بالتماشي مع حزمة المساعدة المالية الكلية المقدمة من الاتحاد الأوروبي و أولويات الشراكة الاستراتيجية و الشاملة. و سيواصل الاتحاد الأوروبي في هذا السياق العمل مع شركائنا لجذب استثمارات أجنبية لمصر، بما في ذلك استثمارات تشمل التكنولوجيا النظيفة و الطاقة المتجددة. و الإصلاحات هي الأساس لرفع مستوى الدعم ليصل إلى استثمارات بقيمة 1.8 مليار يورو بموجب الصندوق الأوروبي للتنمية المستدامة+ حتى عام 2027 بوصفها جزء من الحزمة التي أعلن عنها في العام الماضي بالتعاون الوثيق مع القطاع الخاص. كما أن التقدم المتواصل سيفتح المجال للاستثمار في القطاعين العام و الخاص. بالإضافة إلى أن توقيع المشروع مع بنك الاستثمار الأوروبي سيعزز من صمود مصر الغذائي بشراء القمح كما أنه شهادة على التعاون المتواصل في مواجهة التحديات الخطيرة بما فيها تحديات الأمن الغذائي.
-
تؤدي مصر دورا لا غنى عنه في تشكيل الاستقرار الإقليمي ، و خاصة بما يتعلق بغزة و سوريا و الشرق الأوسط، إلى جانب تعزيز التعاون مع الخليج. و اشتركت المفوضة الأوروبية مع القيادات المصرية في تبادل الرؤى بشأن الموقف الإقليمي، اعترافا بقيادة مصر في الوساطة لحل الصراع و الاستجابة للأزمات. فإسهامات مصر جوهرية في دعم الحوار، و المجهودات الإنسانية، و الاستقرار على المدى الطويل.
-
و لصياغة الميثاق ميثاق البحر المتوسط الجديد، استمعت المفوضة لأوجه النظر المصرية لضمان أن الميثاق الجديد قادر على تقديم فوائد حقيقية مستدامة للمنطقة.
وتأتي هذه الزيارة في سياق سلسلة من المشاورات رفيعة المستوى تجريها المفوضة سويتسا لصياغة وثيقة الميثاق ميثاق البحر المتوسط الجديد الذي يصاغ بالتعاون الوثيق مع شركاء المتوسط و الدول الأعضاء إذ سيعالج التحديات المشتركة من خلال دعم العلاقات بين الشعوب، و النمو الاقتصادي، و تعزيز الأمن و الاستقرار الإقليميين.
وعلقت المفوضة دوبرافكا سويتسا المسؤولة عن ملف البحر المتوسط قائلة:
"إنه لمن دواعي سروري أن أزور مصر و أنا في بداية تولي مهام منصبي. فمصر شريك استراتيجي أساسي للاتحاد الأوروبي و تؤدي دورا حاسما في استقرار المنطقة. و لقد ارتقت علاقاتنا على مدى العام الماضي لآفاق جديدة و سنظل ملتزمون التزاما تاما بدعم رخاء مصر الاقتصادي و جدول إصلاحاتها الطموح. فالبحر المتوسط ليس مجرد فضاء جغرافي، بل هو ثقافة و جسر اقتصادي يربط بين القارات الثلاثة و مصر هي قلب هذا الملتقى النابض. فيمكننا، بتعزيز شراكتنا، تحويل التحديات لفرص تدعم الرخاء و الاستقرار لكلا مصر و الاتحاد الأوروبي. لقد حققنا معا إنجازات مهمة، بداية من عقد اتفاقيات استثمارية تاريخية إلى المساعدة المالية التي تعزز التحديث الاقتصادي. نحن نسعى لصياغة رؤية مشتركة مع مصر أثناء عملنا لصياغة الميثاق البحر المتوسط الجديد. و إنني أتطلع لتعميق تعاوننا للوصول إلى منطقة تنعم باستقرار و رخاء أكبر.