تصريحات صحفية للرئيسة فون دير لاين مع المستشار النمساوي نيهامر ورئيس الوزراء البلجيكي دي كروو والرئيس القبرصي خريستو دوليدس ورئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس ورئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني والرئيس المصري السيسي

التصريحات الصحفية لرئيسة المفوضية الأوروبية في القاهرة

 

القاهرة 17 مارس 2024

شكرا لك سيادة الرئيس على حفاوة الاستقبال و حسن الضيافة

إنه لمن دواعي سروري أن أعود إلى القاهرة.

إن الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و مصر شراكة تتسم بأهمية البالغة. إن حضور ستة زعماء أوروبيين اليوم يعكس تقديرنا العميق لعلاقاتنا.  فإننا نتشارك في مصالح استراتيجية تتمثل في الاستقرار و الرفاهية.

وبالنظر لثقل مصر السياسي و الاقتصادي وموقعها الاستراتيجي في منطقة تعج بالاضطرابات، ستكتسب علاقاتنا مزيداً من الأهمية بمرور الوقت. 

وزيارة اليوم والتمثيل القوي بحضور الزعماء الأوروبيين لهو شهادة على الروابط الثنائية التي تجمعنا.

كما يمثل اليوم علامة فارقة وذلك بتوقيع إعلاننا المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية و الشاملة.

فهي شراكة قائمة على ستة محاور رئيسية: ستة مجالات من المصالح المشتركة لأوروبا و مصر.

ويسعدني أن أعلن أن هذا الإعلان سيدعمه حزمة مالية جديدة واستثمارات بقيمة 7.4 مليار يورو على مدار الأربع سنوات القادمة. 

المحور الأول يتمثل في التكثيف من حوارنا السياسي وسوياً علي التزامنا بدعم الديمقراطية وحقوق الانسان. ومن أجل ذلك يجتمع القادة مرة كل عامين بالإضافة الي مجلس الشراكة السنوي.

المحور الثاني بشأن الاستقرار الاقتصادي إذ سندعم مجهوداتكم الإصلاحية ماليا بالاشتراك مع الشركاء الدوليين.

ويتناول المحور الثالث الاستثمار و التجارة إذ تستفيد مصراستفادة كبيرة بالفعل من خطة جنوب الجوار الاقتصادية و الاستثمارية إلا أنه يسعنا التعاون وتقديم المزيد في مجالات الطاقة والرقمنة والتواصل والزراعة وإدارة الموارد المائية علي سبيل المثال. ومن أجل ذلك سندعم  مؤتمر الاستثمار الأوروبي المصري الذي سيعقد في القاهرة في وقت لاحق من هذ العام.

و اسمح لي، في هذا السياق، أن أوجه كلمة عن استثمارات الطاقة فإننا ننفذ مشروع الربط الكهربائي المُسمى "جريجي" للربط بين مصر و اليونان والذي يزيد من أمن الطاقة في أوروبا. إن مصر لديها من الموارد ما يجعلها مركزا للطاقات المتجددة وخاصة الهيدروجين المتجدد.

فأنتم حريصون على جذب الاستثمارات الأجنبية ولدينا مستثمرون مهتمون بمصر ولدينا مذكرة تفاهم في هذا الشأن. لذا، فلنمضي قدماً بعملنا في هذا الاتجاه.

أما المحور الرابع فيتعلق بالهجرة و الحراك. وتشهد علاقاتنا بالفعل تعاوناً جيدا في هذا المجال. و إننا بحاجة لهذا الآن أكثر من أي وقت مضى. ولهذا سنستثمر 200 مليون يورو على الأقل من حزمة اليوم لنجعل تعاوننا أكثر فاعلية.كما سنواصل عملنا لتيسير الهجرة الشرعية.

وعلى سبيل المثال، لدينا شراكات من أجل المواهب.

وبالتوازي، سنظل معتمدين على تفاني مصر في الرقابة على الهجرة غير الشرعية.  بدءً من إدارة الحدود و حتى مكافحة التهريب و العودة.

ويتصل المحور الخامس بالأمن وإنفاذ القانون. فلدينا بالفعل قنوات تعاون لمكافحة الإرهاب وسنعزز ذلك التعاون.

أما المحور الأخير، والذي يعد أهم المحاور لعدة أسباب، فهو مخصص للناس ومهاراتهم والبحث وعمليات تبادل الطلاب بموجب برنامج إراسموس+ مزدهرة بالفعل.

وعليه، يمكن لمصر الآن التفاوض على الانضمام لبرامج أوروبية أخرى. مثل برنامج أوروبا المبدعة وبرنامج آفاق أوروبا (هورايزون). وهذا سيعمق الروابط بين شعوب جانبي المتوسط.

إن هذه المناقشات تجري بالطبع في وقت وقوع أزمة.

فكلنا يحدونا مخاوف كبيرة من الحرب في غزة والكارثة الإنسانية التي تتوالى فصولها هناك.

فغزة تواجه مجاعة وهذا غير مقبول.

ومن الضروري الوصول لاتفاق بشأن وقف إطلاق النارعلى وجه السرعة الآن من شأنه تحرير الرهائن والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة.

و أود أن أثني على جهودكم الشخصية، سيادة الرئيس، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. فإننا متخوفون للغاية من خطر شن حملة عسكرية شاملة على السكان المدنيين المستضعفين في رفح. فيجب علينا تجنب شن هذه الحملة مهما كان الثمن. كما أود أن أشكر مصر على جهودها الفائقة لضمان وصول المساعدات الإنسانية لغزة.

كما أن الاتحاد الأوروبي يبذل قصارى جهده لتقديم المساعدة الملحة. كما نعلم تحتاج غزة إلى إدخال 500 شاحنة في اليوم أو ما يعادلها براً وجواً وبحراً.

وسيقدم الاتحاد الأوروبي هذا العام فقط مساعدة للفلسطينيين بما يعادل 275 مليون يورو. كما قمنا بإرسال ما يزيد عن 1،800 طنا من المساعدات بما في ذلك المعدات الطبية لمصر.

ونعمل على التأكد من أن هذه المساعدة يمكن وصولها لغزة من خلال كافة الطرق الممكنة بما في ذلك الممر البحري المفتتح حديثا في قبرص.

سيادة الرئيس،

تؤكد أحداث اليوم مجدداً على أن مصر تؤدي دورا حيوياً في استقرار المنطقة وأمنها. ولقد أظهرت هذه الأوقات العصيبة أهمية وقوة علاقاتنا الثنائية.

وبالتالي، فإن توطيد علاقاتنا ليست إلا أمرا طبيعياً فلدينا مصالح مشتركة تحثنا على ذلك.

شكراً مرة أخرى سيادة الرئيس

وإنني لأتطلع لهذه الصفحة الجديدة من تعاوننا.