كلمة رئيسة قسم التعاون في حفل إطلاق مشروع الشراكة لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر في مصر
السيد السفير، الزملاء الأعزاء،
يمثل اليوم محطة هامة في مسيرة تعاوننا مع مصر.
إن مشروع PACSOM، الذي نحتفل اليوم بإطلاقه الرسمي، يندرج ضمن الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ومصر. كما يُترجم عملياً الحوار القائم بين الجانبين في مجال الهجرة، وبشكل خاص المحور المتعلق بالأمن وإدارة الحدود.
وهذا يعني أن مشروع PACSOM هو جزء لا يتجزأ من العلاقة الشاملة والمتنامية التي يبنيها الاتحاد الأوروبي ومصر.
لقد أصبح مشروع PACSOM ممكناً بفضل الانخراط الجاد والحوار البناء مع جميع الشركاء الحاضرين معنا اليوم.
وأود أن أشيد بشكل خاص بدور السفير وائل بدوي، الذي ساهم في إشراك كافة الجهات الوطنية المعنية بمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر.
لقد كان التزامكم بجمع كافة الأطراف المعنية على طاولة الحوار منذ البداية، وانفتاحكم للاستماع إلى احتياجات الجميع، عاملاً حاسماً في نجاح هذا المشروع.
وبفضل هذا النهج، يمكن للمشروع أن ينطلق من قاعدة صلبة، لأنه في جوهره يدور حول بناء الثقة وتعزيز التعاون العميق بين مختلف الأطراف هنا وفي أوروبا. إنّه مشروع يعتمد على العمل المشترك بين الناس.
يراعي مشروع PACSOM الاختصاصات والأدوار المختلفة لكل من وزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية، ومكتب النائب العام، ووزارة العدل، واللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، حيث يتعامل كل طرف مع الظاهرتين من زوايا مختلفة ولكنها متكاملة.
وبالنظر إلى الأهمية التي يحتلها ملف الأمن وإدارة الحدود ضمن الحوار الأوروبي-المصري حول الهجرة، فقد تم تخصيص تمويل إضافي قدره 10 ملايين يورو لتعزيز أثر المشروع بشكل أكبر.
ويُعد مشروع PACSOM امتداداً مباشراً للمشروع الإقليمي الذي نفذته الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة (UNODC) والذي اختُتم في عام 2024، حيث تم من خلاله تدريب ما لا يقل عن 470 مسؤولاً من أجهزة إنفاذ القانون والقضاء وقطاع الصحة والخدمات الاجتماعية على مواضيع متعددة من بينها أمن الحدود، كشف الوثائق المزورة، تقنيات التحقيق، الجرائم السيبرانية، وتحديد هوية الضحايا.
الاتحاد الأوروبي ومصر متفقان على أهمية حماية وصون كرامة وحقوق وسلامة جميع الأفراد، بما في ذلك ضحايا الاتجار، وسيتواصل تطبيق سياسة العناية الواجبة في مجال حقوق الإنسان ضمن هذا المشروع، كما في المشاريع الأخرى ذات الصلة، مع العمل على توسيع نطاق أفضل الممارسات في هذا المجال.
شكراً لمنفذي المشروع، مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) وCIVIPOL، فالمسؤولية كبيرة لتحقيق أفضل النتائج من مشروع PACSOM. يمكنكم الاعتماد على دعم وفد الاتحاد الأوروبي في القاهرة وكذلك دعم بروكسل لتسهيل عملكم.
السفير بدوي، شكراً لكم مرة أخرى. أنتم تتركون إرثاً قوياً من حيث نهج التعاون، والحوار، والبراغماتية. نهنئكم على تعيينكم الجديد، رغم أننا سنفتقدكم كأحد أهم شركائنا في حوار الهجرة.