في أمان الله يا كويت

سوف أغادر الكويت بعد أن أمضيت ثلاث سنوات رائعة فيها لتولي مهام عملي الجديد كسفير للاتحاد الأوروبي في قطر، وسوف أشرف على افتتاح أول بعثة للاتحاد الأوروبي فيها كما أشرفت سنة 2019 على افتتاح أول بعثة للاتحاد الأوروبي في الكويت وهذا يعكس العلاقات المتنامية بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج والتي تعززت في مايو الماضي بعد إعلان الاتحاد الأوروبي عن الشراكة الاستراتيجية مع الخليج والتي تهدف الى توسيع التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون.
لقد اجتاحت جائحة كورونا العالم بعد ستة اشهر فقط من افتتاح بعثتنا في الكويت، الا اننا تمكنا من تحقيق العديد من الانجازات بفضل التعاون المتميز مع الكويت أميراً وحكومةً وشعباً. لقد جرى تتويج تلك الانجازات بالزيارة الأولى التي قام بها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إلى الكويت في مارس الماضي والتي ركّزت على التعاون في مجالات الصحة والأمن الغذائي والتعليم والتحول الرقمي والأخضر.
عندما أتحدث مع الأصدقاء الكويتيين أشعر بالاعجاب لمعرفتهم الواسعة بدول الاتحاد الأوروبي وذلك بسبب سفرهم لتلك الدول وتجوالهم فيها، وعليه فلقد شعرت بالفخر انني ساهمت بإعلان المفوضية الأوروبية عن مقترحها لاعفاء المواطنين الكويتيين من متطلبات تأشيرة الشنغن والذي يعكس بالطبع أهمية الكويت كشريك رئيسي للاتحاد الأوروبي.
لا تزال أوكرانيا تتعرض لعدوان وحشي من روسيا. لقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا للحد من قدرتها على تمويل العدوان ضد أوكرانيا. ان الارتفاع في أسعار الغذاء العالمية لا يعود لتلك العقوبات بل للتدمير المتعمد للمنشآت الزراعية الاوكرانية من قبل الروس. لقد احرز الاتحاد الأوروبي تقدما في جهوده للتخفيف من اعتماده على وارداته من النفط والغاز الروسي بما في ذلك تنويع مصادر الطاقة وتسريع نشر استخدام الطاقة المتجددة. انا على ثقة بأن أوكرانيا ستخرج منتصرة في نهاية المطاف وسينهزم الغزاة.
سوف تبقى الكويت بلدي الثاني حيث سأغادرها ولي فيها ذكريات جميلة بما في ذلك ديوانياتها النابضة بالحياة والطعام الكويتي اللذيذ. سوف أتذكر دائما أول احتفال لنا بيوم أوروبا في الكويت والذي أقيم في حديقة الشهيد العزيزة على قلبي وقلوب جميع الكويتيين والمشاركة المتميزة من الشباب الكويتي بمن في ذلك العازفون الكويتيون الذين أطربوا الحضور. سوف أشتاق للكويت ولأهلها وسوف تبقى الكويت صديقا مقرّبا وموثوقا لي وللاتحاد الأوروبي.
في أمان الله يا كويت.
د. كريستيان تودور
سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة الكويت
المقال الأصلي منشور في جريدة القبص