نظام "ميدوسا" يصل إلى الناظور ويعزز دور المغرب في الربط المتوسطي
وتهدف عملية إنزال كابل ميدوسا بالناظور إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية من خلال توفير طرق ربط مرنة وعالية القدرة بين أوروبا وشمال أفريقيا. ويعزز هذا الإنجاز الدور الاستراتيجي للمنطقة في تدفق البيانات العالمية كما يستجيب للطلب المتزايد على النطاق الترددي الدولي بشكل آمن وموثوق.
في هذا السياق، قال نورمان ألبي، المدير العام لمؤسسة ميدوسا :"لقد شهد هذا العام تقدمًا كبيرًا لميدوسا ، ويعد ربط الكابل بمدينة الناظور خطوة رئيسية أخرى نحو الأمام". "فبعد مارسيليا وبنزرت، يعكس هذا الإنجاز التزامنا ببناء شبكة تحت مائية حديثة تربط بين أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وسيتم إنجاز عمليات الإنزال المتبقية على مدى سنة 2026، مما يضمن التوسع التدريجي للنظام في جميع أنحاء المنطقة. ويُجسد هذا الربط الأول بين ضفتي المتوسط رؤية ميدوسا الطموحة المتمثلة في نشر أكثر من 8700 كيلومتر من الكابلات البحرية لربط جنوب أوروبا بشمال إفريقيا والشرق الأوسط من خلال 19 محطة إنزال.
الدور المحوري للشركاء المحليين في تطوير نظام ميدوسا في المغرب
باعتبارهما مساهمين أساسيين في نجاح المشروع في المغرب، عملت Orange Morocco و Inwi بشكل وثيق مع ميدوسا خلال عملية توصيل الكابل إلى الناظور، داعمين بذلك تطوير المشروع في البلاد وتعزيز مكانة المغرب في مجال الربط الإقليمي.
من جهته، قال السيد عز الدين المنتصر بالله، المدير العام لشركة إينوي :"تمثل عملية توصيل كابل ميدوسا البحري إلى الناظور محطة رئيسية في مجال الربط الدولي للمغرب ودعم سيادته الرقمية. ويعكس هذا المشروع التزاماً طويل الأمد من أجل الاستثمار في البنى التحتية المرنة ذات القدرات العالية التي من شأنها تعزيز مكانة البلاد في منطقة المتوسط وتطوير مسالك البيانات العالمية. ومن خلال تنويع الروابط الدولية، ندعم نمو الاستعمالات الرقمية والقدرة التنافسية الاقتصادية كما ندعم طموح المغرب في أن يصبح مركزاً للربط الإقليمي، بما يتماشى مع استراتيجية المغرب الرقمية 2030 ".
وقال هندريك كاستيل، المدير العام لشركة أورانج المغرب: "إن توصيل كابل ميدوسا إلى الناظور يكتسي أهمية بالغة في الربط الرقمي للمغرب ويعزز مكانته كمركز رقمي إقليمي. إن Orange Maroc تفتخر بهذا الكابل البحري كما أنها تعتز بافتتاح أول محطة لاستقبال الكابلات البحرية في المملكة. لقد أصبح هذا المشروع ممكنًا بفضل التزام فرقنا في المغرب وبفضل الخبرة والدعم العالميين لمجموعة أورانج وفروعها المتخصصة ، Orange Marine و Elettra TLC. وهذا دليل آخر على التزامنا الطويل الأمد بوضع البنى التحتية التي تدعم سيادة المغرب الرقمية وتنميته الاقتصادية". أنخراطنا في هذا المشروع يعكس ريادة المغرب المتنامية في مجال التحول الرقمي، كما يعكس أهمية الفاعلين الوطنيين في مشاريع الربط الدولية واسعة النطاق.
المبادرات المدعومة من الاتحاد الأوروبي تعزز تطوير البحث والتعليم البنية التحتية
يندرج هذا الإنجاز أيضًا في إطار جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز الربط الرقمي والتعاون البحثي وتقوية البنية التحتية في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. ومن خلال تمويل البنك الأوروبي للاستثمار للهيئة التنسيقية GÉANT ، يزيد الاتحاد الأوروبي من قدرة الشبكات الوطنية للبحث والتعليم (NRENs) في جميع أنحاء المنطقة ويعزز ربط مراكز البحوث في الجوار الجنوبي. بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال آلية ربط أوروبا ، يدعم الاتحاد الأوروبي تمديد الكابلات البحرية الاستراتيجية - بما في ذلك مشروع الناظور ATMED من خلال AFR-IX Telecom - لتعزيز المرونة الرقمية والتعاون عبر البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا الصدد، قال السيد إيوانيس تساكيريس، نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار: "يعتبر الاتصال الرقمي الموثوق والآمن أساسيا في المرونة الاقتصادية والابتكار والتكامل الإقليمي. ويمثل وصول كابل ميدوسا إلى الناظور خطوة مهمة في تعزيز الربط الرقمي الآمن بين أوروبا وشمال أفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط. ومن خلال الربط المباشر بين شبكات البحث والتعليم الوطنية، سيعزز هذا المشروع التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث كما سيدعم تبادل المعرفة والابتكار. وفضلا عن ذلك، يبرز هذا المشروع التزام البنك الأوروبي الدائم للاستثمار في البنية التحتية الرقمية الاستراتيجية التي تعزز الربط والتعاون والازدهار المشترك في المناطق المجاورة لنا ".
من جانبه، قال السيد ديمتير تزانتشيف ، سفير الاتحاد الأوروبي في المغرب: "إن توصيل كابل ميدوسا البحري عالي السرعة إلى الناظور يعكس روح الميثاق من أجل المتوسط الذي أطلقناه مؤخرًا. وفضلا عن كونه يوفر ربطا آمناً ومفتوحاً بين أوروبا والمغرب، فإن هذا الكابل يمهد الطريق أمام تعاون رقمي نريده ديناميا ومبتكراً وطموحاً. إن هذا المشروع يعكس تطلعنا المشترك إلى وضع بلداننا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ككل، على سكة التقدم التكنولوجي ".
مع استمرار عمليات الربط المقرر إجراؤها على مدى سنة 2026 ، تواصل ميدوسا عملها من أجل تنفيذ كامل للنظام ، معززةً دورها كمشروع يهدف إلى إحداث تغيير في مجال الاتصالات الإقليمية والدولية.