بيان مشترك للممثلة العليا كالاس والمفوضتين ‏شويتسا ولحبيب بمناسبة الذكرى السنوية الأولى ‏لسقوط ‏نظام الأسد

08.12.2025 EEAS Press Team

قبل عام، مثّل سقوط نظام الأسد نهاية عقود من ‏الدكتاتورية الوحشية، المسؤولة عن مقتل واختفاء ‏وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص، وعن تدمير ‏أجزاء كبيرة من البلاد، مع عواقب وخيمة على ‏النسيج العام للمجتمع السوري. وقد أتاح سقوطه ‏للشعب السوري فرصة تاريخية للانخراط في ‏عملية انتقال سياسي واقتصادي واجتماعي‎.‎

في هذا السياق الجديد، وقف الاتحاد الأوروبي إلى ‏جانب سوريا وشعبها في كل مرحلة من مراحل ‏انتقالهم الصعبة. ففي فبراير، علّق الاتحاد عقوبات ‏اقتصادية رئيسية، وفي مايو، رفع العقوبات ‏الاقتصادية بالكامل لدعم تعافي سوريا. وفي ‏مارس، استضاف الاتحاد الأوروبي مؤتمر ‏بروكسل التاسع حول سوريا، حيث عزز دوره ‏كجهة مانحة رئيسية، وتعهّد مع الدول الأعضاء، ‏بتقديم 3.4 مليار يورو لتلبية الاحتياجات الإنسانية ‏والاجتماعية والاقتصادية الهائلة لسوريا ‏والمنطقة. وفي نوفمبر، نظّم الاتحاد الأوروبي، ‏بالاشتراك مع المجتمع المدني السوري والسلطات ‏الانتقالية السورية، أول "يوم حوار" على الإطلاق ‏في سوريا، جمع أكثر من 300 مشارك لمناقشة ‏كيفية دعم العملية الانتقالية الجارية بشكل أفضل‎.‎

يرحب الاتحاد الأوروبي بالتزامات السلطات ‏الانتقالية بتحقيق انتقال سلمي وشامل، فضلًا عن ‏التقدم المحرز منذ ديسمبر 2024، مثل توقيع ‏الإعلان الدستوري، وإنشاء مؤسسات جديدة، بما ‏في ذلك اللجنتان الجديدتان المعنيتان بالعدالة ‏الانتقالية والمفقودين. وسيتيح التعاون المستمر مع ‏الشركاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة، ‏للمجتمع الدولي تقديم دعمه للمرحلة الانتقالية ‏الجارية، بما يضمن التنفيذ الكامل للالتزامات ‏والمبادئ الأساسية المنصوص عليها في الإعلان ‏الدستوري وترجمتها إلى أفعال. ويظل وصول ‏المساعدات الإنسانية وحمايتها على نحوٍ مبدئي ‏أمرًا أساسيًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية المستمرة ‏لأكثر من 16.5 مليون سوري في جميع أنحاء ‏البلاد‎.‎

في الوقت نفسه، يُعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه ‏العميق إزاء موجات العنف التي اندلعت منذ ‏مارس في أنحاء مختلفة من البلاد. لا يمكن أن ‏يتحقق السلام والاستقرار في سوريا دون عملية ‏حوار وطني ومصالحة وعدالة انتقالية، مدعومة ‏بترسيخ مؤسسات الدولة وإصلاحات حقيقية في ‏قطاع الأمن، بهدف ضمان حماية جميع السوريين، ‏من جميع الخلفيات العرقية والدينية دون تمييز، ‏وتمثيلهم من قبل السلطات، وإشراكهم في بناء ‏سوريا موحدة وشاملة وديمقراطية. سيواصل ‏الاتحاد الأوروبي دعم هذه الجهود.‏

كما يدين الاتحاد الأوروبي أي أعمال عسكرية ‏أجنبية ومحاولات لتقويض استقرار سوريا وآفاق ‏الانتقال السلمي. ونجدد دعوتنا إلى احترام سيادة ‏سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، ‏وتجنب أي أعمال من شأنها أن تقوض احترام ‏قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 (1981).‏

بعد سنوات من الصراع والانقسام، تواجه سوريا ‏تحديات هائلة، ولكنها تواجه أيضًا فرصًا هائلة، ‏يمكن أن تقود البلاد نحو المستقبل المشرق الذي ‏يتصوره شعبها ويستحقه. على مدى السنوات ‏الأربع عشرة الماضية، حشد الاتحاد الأوروبي ‏ودوله الأعضاء أكثر من 38 مليار يورو ‏كمساعدات إنسانية وتنموية واقتصادية ومساعدات ‏لتحقيق الاستقرار، داعمين السوريين داخل البلاد ‏وفي جميع أنحاء المنطقة. سيواصل الاتحاد ‏الأوروبي دعم تطلعات السوريين إلى بلد مستقر ‏ومزدهر وديمقراطي. ويتطلع إلى العمل بروح ‏الشراكة لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه ‏سوريا والمنطقة وأوروبا‎.‎

Anouar EL ANOUNI
Spokesperson for EU Foreign Affairs and Security Policy
+32 (0) 229 13580
Luca Dilda
Press Officer for Foreign Affairs and Security Policy
+32 229-68041