يصادف هذا الأسبوع الذكرى السنوية الثانية عشرة لبدء الاحتجاجات السلمية في جميع أنحاء سوريا والتي قمعها نظام الأسد بوحشية، مما أثار صراعًا مستمرًا حتى يومنا هذا، حيث لا تزال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي من قبل جميع أطراف النزاع تُرتكب، لا سيما من قبل النظام السوري وحلفائه. وقد أودى الصراع بحياة أكثر من 400000 شخص وحرم ملايين السوريين من منازلهم، في حين يشكل اللاجئون السوريون أكبر أزمة نزوح في العالم بوجود 6.6 مليون لاجئ مسجل، كما نزح 6.8 مليون شخص آخر داخل سوريا.

وقد كان للزلازل التي ضربت جنوب شرق تركيا وشمال سوريا في شباط / فبراير تأثير مدمر، مما زاد من تفاقم المعاناة الناجمة عن الصراع القائم في جميع أنحاء سوريا. فقد كان يمكن لبلد ينعم بالسلام أن يكون أكثر استعدادًا لمواجهة هذا الحدث المأساوي، وأن يكون مجهزًا لمواجهة عواقبه. وللمساعدة في تخفيف معاناة المتضررين من هذا الزلزال، يستضيف الاتحاد الأوروبي مؤتمرا مخصصا للمانحين يوم الاثنين المقبل في بروكسل.

إن على المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده للتوصل إلى حل سياسي دائم وشامل لسوريا، حيث يظل الاتحاد الأوروبي ملتزما التزاما كاملا بهذا الهدف؛ وسنواصل دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة بيدرسن في البحث عن سبيل للمضي قدمًا بما يحترم وحدة وسيادة وسلامة أراضي الدولة السورية.

وإلى أن ينخرط النظام بشكل هادف في حل سياسي للصراع بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، سيظل الاتحاد الأوروبي معارضًا للتطبيع مع النظام السوري.

كما يواصل الاتحاد الأوروبي الوقوف مع شركائه في التحالف الدولي ضد داعش، حيث يسعى التحالف إلى تحقيق الاستقرار في شمال شرق سوريا من أجل ضمان هزيمة داعش الدائمة.

إن سوريا تظل أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي. لهذا السبب سينظم الاتحاد الأوروبي في 15 حزيران/ يونيو مؤتمر بروكسل السابع لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، وذلك بمشاركة الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني السوري، حيث سيواصل المؤتمر السماح للمجتمع الدولي بتجديد التزامه السياسي تجاه الشعب السوري، وسيوفر فرصة لتقديم تعهدات مالية جديدة، وسيوفر للسوريين أنفسهم فرصة لإسماع صوتهم.

إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه يظلون أكبر مزود للمساعدات الدولية، ويقدم المساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار والصمود داخل سوريا وفي البلدان المجاورة. في مؤتمر بروكسل العام الماضي، تعهد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بتقديم 2.6 مليار يورو لسوريا والمنطقة، لعام 2022 وحده.