لماذا تعد الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن بالغة الأهمية

جوزيب بوريل؛ الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية / نائب رئيس المفوضية الأوروبية-

مدونة الممثل الأعلى/ نائب الرئيس- كنت في الأسبوع الماضي في الأردن لعقد الدورة الرابعة عشرة لمجلس الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهي المرة الأولى التي نقوم فيها بذلك في دولة شريكة. إن الأردن يلعب دورًا رئيسيًا في منطقة حرجة في فترة تتميز بتزايد التوترات الجيوسياسية والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا. وقد كان من دواعي سرورنا تعزيز علاقاتنا مع هذا الشريك الأساسي.

 

في فبراير/شباط 2020، كان الأردن من أوائل الدول التي زرتها بصفتي الممثل الأعلى / نائب الرئيس، قبل انتشار الجائحة مباشرة. وقد عدت بعد ذلك بعامين في عالم متغير بشكل كبير. يبلغ عدد سكان الأردن 10.8 مليون نسمة، وهو عدد صغير نسبيًا، بينما لم تنعم البلاد بالموارد الطبيعية مثل العديد من جيرانها. ومع ذلك، يلعب الأردن دورًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار والاعتدال في منطقة تعاني من توترات ونزاعات متعددة. هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل شراكتنا مع الأردن مهمة للغاية.

علاقة خاصة طويلة الأمد

خلال الزيارة، عقدنا مجلس الشراكة الرابع عشر بين الاتحاد الأوروبي والأردن. وقد رافقني زميلي المفوض فارهيلي ووزراء خارجية أيرلندا ولوكسمبورغ وقبرص واليونان. وتضم مجالس الشراكة ممثلين عن الاتحاد والدول الأعضاء الـ 27 والبلد الشريك لمناقشة كيفية تعميق شراكاتنا بشكل أكبر. عادة، تعقد هذه المجالس في بروكسل أو لوكسمبورغ. وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها في البلد الشريك، في الأردن. وقد حرص الزميل أيمن الصفدي؛ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، الذي ترأس المجلس معي، على أن يعطي الأردن مكانة رفيعة لاجتماعنا، ولا سيما مع مخاطبة جلالة الملك عبد الله الثاني لنا في نهاية مناقشاتنا. كما أن الأردن هي الدولة الأولى في الجوار الجنوبي التي اتفقنا معها على أولويات الشراكة الجديدة لهذا التفويض، وهي اتفاقية وقعناها علنًا خلال هذا الاجتماع. وتشير هاتان النقطتان إلى جودة وأهمية علاقتنا طويلة الأمد.

تسببت حرب بوتين ضد أوكرانيا في أزمة غذاء عالمية؛ حيث قامت قواته بنهب وتدمير صوامع الحبوب الأوكرانية وقصف الحقول وإغلاق الموانئ الأوكرانية.

عقد الاجتماع في سياق الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا؛ حيث تخلق هذه الحرب موجات صدمة عالمية، لا سيما من خلال التسبب في ارتفاع حاد في أسعار الطاقة والغذاء. إن بوتين يعمل على تفكيك النظام الدولي القائم على القواعد، في محاولة لاستبدال سيادة القانون بسيادة البندقية. كما أنه يتسبب في أزمة غذاء عالمية؛ حيث تقوم قواته بنهب وتدمير صوامع الحبوب الأوكرانية وقصف الحقول وإغلاق الموانئ الأوكرانية. قبل الحرب، كانت أوكرانيا تصدر ما يصل إلى 5 ملايين طن من الحبوب شهريًا، بينما في مايو/أيار، كان ذلك 600.000 طن فقط، أي أقل بعشر مرات. إننا نواجه حرب حبوب، باستخدام الجوع كسلاح ضد الفئات الأكثر ضعفا - ليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضًا في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.

موقف الأردن الواضح في الجمعية العامة للأمم المتحدة

خلال محادثاتنا الثنائية، تطرقنا إلى هذا الموضوع مع الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الصفدي. وقد رحبنا بموقف الأردن الواضح في الجمعية العامة للأمم المتحدة من الحرب التي شنها بوتين، وأكدنا للأردن دعمنا المستمر في التعامل مع تداعيات هذه الحرب. إننا نعمل بجد أيضًا مع الأمم المتحدة من أجل فتح طريق البحر الأسود وإنشاء طرق بديلة لشحن القمح خارج أوكرانيا.

لقد تأثر الأردن بشدة بالنزاعات في المنطقة. ولأكثر من عشر سنوات حتى الآن، يستضيف حوالي 700.000 لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية، ولكن ربما ضعف هذا العدد في الواقع مع اللاجئين غير المسجلين. هذا في بلد يبلغ عدد سكانه 10.8 مليون نسمة. إن الأردن هو أحد بلدان المنطقة التي بذلت أكبر جهد للترحيب باللاجئين بكرامة. سيواصل الاتحاد الأوروبي دعمه الفعال للأردن ودول أخرى في استضافة وتقديم الخدمات الأساسية للاجئين السوريين كما أوضحنا خلال مؤتمر بروكسل السادس حول مستقبل سوريا والمنطقة الذي تم تنظيمه في شهر مايو/أيار، والذي جمع 6.4 مليار يورو لهذا الغرض. وجنبًا إلى جنب مع السلطات الأردنية، سنواصل الضغط على نظام الأسد لبدء عملية سياسية لحل الأزمة السورية من شأنها أن تهيئ الظروف لتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم.

سنواصل مع السلطات الأردنية الضغط على نظام الأسد لبدء عملية سياسية في الأزمة السورية من شأنها أن تهيئ الظروف لتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم.

إن التوترات المتزايدة في إسرائيل والمأزق الذي طال أمده في عملية السلام في الشرق الأوسط هي أيضًا مصدر قلق رئيسي لنا وكذلك للأردن، الذي يستضيف أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني منذ عام 1967. وفي هذا الصدد، ندعم بنشاط وسنواصل دعم الأونروا، وكالة الأمم المتحدة التي تدير مخيمات اللاجئين تلك. خلال الزيارة للأردن، زار فريقي أقدم مخيم تديره الأونروا، والذي يستضيف 120 ألف لاجئ فلسطيني، في البقعة بضواحي عمان. وقد تمكنوا من رؤية مدى عمل الأونروا في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية للسكان الذين لا يزالون في كثير من الأحيان في ظروف محفوفة بالمخاطر.

كما لعب الأردن دورًا مهمًا منذ عام 1967 في إدارة جبل الهيكل / الحرم الشريف في القدس. إن السلطات الأردنية، مثلنا، قلقة من محاولات التشكيك في الوضع الراهن الذي شهدناه في الأسابيع الأخيرة. ونحن معًا نعتزم الدفاع عن القواعد الحالية والدور المركزي الذي يعهد به إلى الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة. كما أننا نريد تنسيق جهودنا لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وتعزيز حل الدولتين. نحن ندرك تمامًا صعوبة المهمة في السياق الحالي، لكننا نشاطر السلطات الأردنية الاقتناع بأن حل الدولتين، المدعوم بقرارات الأمم المتحدة، يظل الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق لحل هذا الصراع.

نشاطر السلطات الأردنية قناعتها بأن حل الدولتين، المدعوم بقرارات الأمم المتحدة، يظل السبيل الوحيد القابل للتطبيق لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

نعتزم أيضًا تعزيز تعاوننا لمساعدة الأردن على النجاح في تحوله الأخضر والرقمي. هذا تحد صعب في بلد يعاني بالفعل من عواقب تغير المناخ وتضاعف عدد سكانه منذ عام 2000. في هذا السياق، تعد قضية المياه قضية رئيسية؛ حيث الأردن هو أحد أكثر البلدان تضررًا في العالم فيما يتعلق بنقص المياه. لهذا السبب ندعم بناء محطة تحلية على البحر الأحمر وخط أنابيب لنقل المياه العذبة من العقبة إلى عمان.

دعم جهود الأردن في إعادة التشجير وتعزيز زراعته

إننا ندعم جهود الأردن لإعادة التشجير وتعزيز زراعته. وقد زار فريقي مشروعًا، تقوده منظمة الأغذية والزراعة ووزارة الزراعة الأردنية بدعم من الاتحاد الأوروبي في منطقة الكرك، هدفه مساعدة الأسر الأردنية الضعيفة واللاجئين السوريين على تطوير الأنشطة الزراعية في مجتمعاتهم لزيادة صمود البلاد واكتفائها الذاتي من الغذاء. إن مشاريعنا المشتركة تهتم كذلك بنشر الطاقة المتجددة والتنمية الرقمية.

أخيرًا، تبادلنا النقاش أيضًا حول المبادئ الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان التي نعتزم أن تكون حجر الزاوية لشراكتنا مع الأردن. وقد عبرت خلال مناقشاتنا عن دعمنا القوي لأجندة الإصلاح الطموحة، خاصة فيما يتعلق بتحديث النظام السياسي، والتي أبرزها جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابه بمناسبة عيد استقلال الأردن في مايو/أيار الماضي.

باختصار، في منطقة تقع في قلب التوترات العالمية اليوم، وحيث إن علاقاتنا أكبر من صداقة، كنا سعداء للغاية لتقوية علاقاتنا مع شريك أساسي مثل الأردن.

HR/VP box
HR/VP Josep Borrell cartoon

“A Window on the World” – by HR/VP Josep Borrell

Blog by Josep Borrell on his activities and European foreign policy. You can also find here interviews, op-eds, selected speeches and videos.