ان الاتحاد الأوروبي حاضر في العراق منذ 2005، من خلال البعثة في بغداد. لقد وقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب العراق كشريك موثوق وملتزم باستقرار وإعادة إعمار البلاد والمنطقة المحيطة. وكجزء من هذه الجهود، قاموا بتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون.   

العلاقات السياسية

على مدى السنوات الماضية، كان الاتحاد الأوروبي شريكًا رئيسيًا للعراق، إذ قدّم مساعدات كبيرة وأصبح أحد أبرز شركائه الدوليين. فبعد الأزمة الناجمة عن الأعداد الكبيرة من النازحين داخليًا نتيجة النزاعات داخل البلاد وفي المنطقة الأوسع، عزز الاتحاد الأوروبي دعمه من خلال منح جديدة تستهدف إعادة الإعمار والإصلاح الاقتصادي. وقد أسهمت هذه الجهود، إلى جانب المساهمات في مجال المساعدات الإنسانية، والاستقرار، وإصلاح القطاع الأمني، في تعزيز انخراط الاتحاد الأوروبي مع العراق.

يواصل الاتحاد الأوروبي تعميق هذه الشراكة عبر نهج طويل الأمد ومتكامل يربط بين المساعدات الإنسانية وجهود الاستقرار والدعم المستدام. وتركز الأنشطة الحالية على الحكم الرشيد، وتنويع الاقتصاد، والقدرة على مواجهة التغير المناخي، وتعزيز حقوق الإنسان. ويظل الاتحاد الأوروبي ملتزمًا بالعمل جنبًا إلى جنب مع الشعب والحكومة في العراق للمساعدة في بناء مستقبل أكثر سلمًا وديمقراطية وازدهارًا للعراق وأوروبا على حد سواء.

استراتيجية الاتحاد الأوروبي للعراق

يُعَدّ الاتحاد الأوروبي شريكًا طويل الأمد للعراق، إذ يتعاون معه في مجالات المساعدات الإنسانية، والاستقرار، والأمن، والإصلاح السياسي. وفي مواجهة التحديات التي أعقبت الهزيمة الإقليمية لتنظيم داعش، ركزت أحدث استراتيجية للاتحاد الأوروبي تجاه العراق على الأهداف الاستراتيجية التالية:

الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه، وكذلك تنوعه العرقي والديني.

تعزيز النظام السياسي العراقي عبر دعم جهود العراق لإرساء نظام حكم متوازن، شامل، خاضع للمساءلة وديمقراطي.

دعم السلطات العراقية في تقديم المساعدات الإنسانية.

دعم السلطات العراقية في تحقيق الاستقرار داخل البلاد.

تعزيز نمو اقتصادي مستدام، قائم على المعرفة، وشامل، مع خلق فرص عمل.

تعزيز نظام قضائي فعّال ومستقل يضمن المساءلة.

إنشاء حوار رسمي مع العراق بشأن الهجرة.

دعم وتعزيز علاقات العراق الجيدة مع جميع جيرانه.

بعثة الاتحاد الاوروبي الاستشارية في العراق

أُطلِقت بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية في العراق (EUAM Iraq) في تشرين الأول/أكتوبر 2017 استجابة لطلب من الحكومة العراقية لدعم إصلاح القطاع الأمني المدني. وتعمل البعثة ضمن السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة للاتحاد الأوروبي، حيث تقدم المشورة الاستراتيجية للسلطات العراقية، بما في ذلك مكتب مستشار الأمن الوطني ووزارة الداخلية.

في نيسان/أبريل 2024، مدّد الاتحاد الأوروبي ولاية بعثة EUAM العراق حتى 30 نيسان/أبريل 2026، بميزانية قدرها 66 مليون يورو. وتركز البعثة على مجالات أساسية مثل إدارة الأزمات، ومكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وإدارة الحدود، وحقوق الإنسان، ومشاركة المرأة.
واعتبارًا من آب/أغسطس 2025، تم تعيين رالف شرودر رئيسًا جديدًا للبعثة، مواصلاً جهود EUAM العراق في تعزيز مؤسسات الأمن المدني في عموم البلاد.

اتفاقية الشراكة والتعاون بين الاتحاد الاوروبي والعراق

تُعَدّ اتفاقية الشراكة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والعراق (PCA) أول علاقة تعاقدية بين الطرفين. وبذلك، فإنها تُبرز التزام الاتحاد الأوروبي طويل الأمد بإنشاء إطار قانوني للتعاون مع العراق في مجالات الاهتمام المشترك. وتتمثل أهداف هذه الشراكة (بين الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء والعراق) في ثلاثة محاور رئيسية:

توفير إطار مناسب للحوار السياسي بين الأطراف بما يسمح بتطوير العلاقات السياسية.

تعزيز التجارة والاستثمار والعلاقات الاقتصادية المتوازنة بين الأطراف (بما يسهم في التنمية الاقتصادية المستدامة).

توفير أساس للتعاون التشريعي والاقتصادي والاجتماعي والمالي والثقافي.

وقد وُقِّعت اتفاقية الشراكة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والعراق في 11 أيار/مايو 2012.

وتوفر الاتفاقية الآن آليات تعزز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والعراق في مجالات الاهتمام المشترك. ويقع في صميم الاتفاقية حوار سياسي منتظم رفيع المستوى يركز على السلام، والسياسة الخارجية والأمنية، والحوار والمصالحة الوطنية، والديمقراطية، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، والحكم الرشيد، والاستقرار الإقليمي والتكامل.

المفوضية الاوروبية للحماية المدنية والمساعدات الإنسانية

حتى عام 2025، لا يزال نحو مليون عراقي في حالة نزوح، بينهم أكثر من 100 ألف في المخيمات ومئات الآلاف في تجمعات عشوائية. ولا يزال الكثير منهم يفتقرون إلى الخدمات الأساسية والوثائق المدنية وفرص كسب العيش. كما يزداد النزوح المرتبط بالمناخ نتيجة موجات الجفاف وتدهور البيئة.

قدّم الاتحاد الأوروبي، من خلال المديرية العامة للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (DG ECHO)، أكثر من 591 مليون يورو من المساعدات الإنسانية للعراق منذ عام 2014. وفي عام 2025 وحده، خُصِّص 20 مليون يورو لدعم النازحين واللاجئين.

وتتمثل أولويات الاتحاد الأوروبي الحالية في:

الحماية والحصول على الوثائق المدنية.

خدمات التعليم والصحة والمياه.

المساعدات النقدية للأسر الضعيفة.

تعزيز القدرة على مواجهة تغير المناخ والاستعداد للكوارث.

ويواصل شركاء الاتحاد الأوروبي الممولون مثل "اللجنة الدولية للإغاثة (IRC)" و"المجلس النرويجي للاجئين (NRC)" تقديم المساعدات الأساسية، في الوقت الذي ينتقل فيه العراق تدريجيًا من الإغاثة الإنسانية إلى التعافي طويل الأمد.