مقال رأي مشترك لسفراء دول مجموعة السبع في القاهرة حول إعادة تفعيل مبادرة البحرالأسود لنقل الحبوب

ما سبب أهمية إحياء مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب؟

 

لا يزال مئات الملايين من الأبرياء في جميع أنحاء العالم يعانون من ارتفاع أسعارالغذاء، حيث تعطلت الموارد الغذائية جزئيا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. فإبان الحرب كانت أسعار القمح العالمية مستقرة إلى حد ما عند حوالي 320 دولارًا أمريكيًا لكل طن. ثم ارتفعت الأسعار إلى مستوى قياسي بلغ 450 دولارًا أمريكيا لكل طن في مايو 2022. بعد ذلك قامت مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب بخفض الأسعار مرة أخرى ووفرت مخزونا للحبوب. لكن إنهاء روسيا للمبادرة تسبب في انخفاض الإمدادات وفي التأثير على الأسعار مرة أخرى.

مع استمرار الحرب كان من الضروري أن تعمل البلدان معا لتحسين الأمن الغذائي العالمي والحد من تذبذب الأسعار لحماية الناس في جميع أنحاء العالم. وفي مصر، عملت العديد من الدول والمؤسسات الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية للمساعدة في ضمان الأمن الغذائي للمصريين.

تعهد أعضاء مجموعة السبع بالإجماع بأكثر من 500 مليون دولار أمريكي بالعمل مع مصر لضمان توفر المواد الغذائية والتصدي لارتفاع أسعارها. وتضمن ذلك مشاريع لزيادة مخزون الحبوب، وتمويل الشركات الريفية وصغار المزارعين، والقروض الحكومية، ودعم عمل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في مصر - بالإضافة إلى مبادرات لتوجيه الشركات الخاصة للاستثمار في قطاع الزراعة وزيادة صادرات القمح إلى مصر.

توسطت الأمم المتحدة وتركيا في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب في يوليو 2022. وضمنت هذه الاتفاقية مع جهود الأمم المتحدة لإشراك روسيا في الصادرات الزراعية، استمرار صادرات الحبوب عبر البحر الأسود من أجل استقرار أسعار الحبوب حول العالم وتوفير المزيد من المواد الغذائية بأسعار معقولة للجميع. وبالفعل نجحت الاتفاقية في خفض أسعار المواد الغذائية بحوالي 20 في المائة مقابل الارتفاع الحاد في عام 2022. وبموجب المبادرة، صدرت أوكرانيا 33 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى - وكانت مصر سادس أكبر متلق لها.

أكدت الأمم المتحدة على حصول جميع البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على 57٪ من الحبوب بموجب المبادرة. وقام برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بشراء أكثر من 50٪ من إمدادات القمح بموجب المبادرة في عام 2022، وكذلك 80٪ حتى الآن في عام 2023 – وقد استقبلت البلدان التي تواجه تحديات في الأمن الغذائي النسبة الأكبر من هذه الإمدادات مثل جيبوتي والصومال والسودان واليمن.

لذلك نشارك أسف الأمين العام للأمم المتحدة على قرار روسيا إيقاف مشاركتها في المبادرة، وتحذيره من أن ذلك سيرفع أسعار المواد الغذائية في كل مكان. عملت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بجد على زيادة استقرار الصادرات الزراعية الأوكرانية والروسية - بما في ذلك مجموعة من الاتفاقيات بشأن آليات الدفع للصادرات الروسية.

بدون مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب قد لا تصل ملايين أطنان الغذاء الأوكراني إلى الأسواق العالمية، وستذبذب الأسعار العالمية مرة أخرى. كما أنه بعد انسحاب روسيا، بلغت أسعار الحبوب العالمية ذروتها- ويقدر صندوق النقد الدولي أن هذا سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الحبوب العالمية بنسبة تتراوح بين 10 و15 بالمائة.

ومنذ انسحابها من المبادرة هاجمت روسيا أيضًا الموانئ الأوكرانية، ففي هجوم واحد دمرت أكثر من 60 ألف طن من الحبوب الجاهزة للتصدير - وهو ما يكفي لإطعام 270 ألف شخص لمدة عام.

سيؤثر انخفاض الإمدادات وارتفاع الأسعار العالمية بشكل مقلق على الأمن الغذائي العالمي. نحن نرحب بالتزام الأمين العام للأمم المتحدة "بالجهود المبذولة لتسهيل وصول المنتجات الغذائية والأسمدة من كل من أوكرانيا والاتحاد الروسي دون عوائق إلى الأسواق العالمية "، ونرحب كذلك بدعوة الرئيس السيسي إلى "التوصل إلى حل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب الذي يأخذ في الاعتبار مطالب ومصالح جميع الأطراف." ويجب علينا جميعا أن نسعى جاهدين لإعادة تفعيل مبادرة البحرالأسود لنقل لحبوب وتنفيذها بالكامل من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء العالمية. وسنواصل شراكتنا مع مصر في دعم الأمن الغذائي للشعب المصري ولنا جميعا.

 

سفارات: كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

انتهــــى