الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم 2.3 مليار يورو في المنتدى الإنساني الأوروبي 2025

21.05.2025

أعلنت المفوضية الأوروبية عن تعهد إنساني أولي يتجاوز 2.3 مليار يورو لعام 2025 لمعالجة الأزمات العالمية العاجلة، وجاء ذلك خلال المنتدى الإنساني الأوروبي الذي اختتمت أعماله اليوم في بروكسل. وتشمل هذه الأزمات الأثر الإنساني للعدوان الروسي على أوكرانيا، والوضع الإنساني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصةً غزة، والأزمة المتفاقمة في السودان.

انعقد المنتدى في ظل احتياجات إنسانية قياسية، مدفوعةً بالصراعات المسلحة المستمرة، والكوارث المناخية، وانعدام الأمن الغذائي، حيث يحتاج أكثر من 305 ملايين شخص حول العالم حاليًا إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وفي هذا السياق الصعب، تعهد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في المنتدى بتعزيز الدبلوماسية الإنسانية، وتعزيز احترام القانون الإنساني الدولي، وتشجيع استجابة متكاملة للهشاشة.

ويُعدّ الاتحاد الأوروبي الآن المانح الإنساني الرائد في العالم، وداعمًا رئيسيًا للعمل الإنساني القائم على المبادئ الانسانية .

الالتزامات الرئيسية

أكد المنتدى التزام الاتحاد الأوروبي الثابت بدعم أوكرانيا طالما دعت الحاجة، وشدد على الحاجة الملحة إلى مشاركة إنسانية دولية مستدامة.

وفيما يتعلق بغزة، شدد المشاركون على الأهمية الحاسمة لوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وقد تم الإقرار بمؤشرات استئناف محدود للمساعدات من قبل إسرائيل، ولكن ما هو مطلوب هو توزيع واسع النطاق ومستدام للمساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك الاستعادة الفورية للخدمات الأساسية مثل الكهرباء لتحلية المياه.

كما تم تسليط الضوء على الأزمة في السودان - التي تُعتبر الآن أكبر حالة طوارئ للنزوح في العالم - حيث دعا المشاركون إلى استجابات أكثر فعالية وتنسيقًا لتلبية الاحتياجات المتزايدة ومعالجة الآثار الإقليمية غير المباشرة للصراع الدائر.

وقالت مفوضة الاستعداد وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب: "لقد أثبت المنتدى الإنساني الأوروبي لهذا العام مرة أخرى أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء ليسوا مجرد جهات مانحة رائدة، بل هم أيضًا أصوات رائدة في العمل الإنساني القائم على المبادئ الانسانية والاستدامة والذي يمكن الاعتماد عليه. نحن نتخذ خطوات ملموسة لتعزيز الدبلوماسية الإنسانية، وتعزيز حماية المدنيين، والعمل بكفاءة وفعالية أكبر في السياقات الهشة. رسالتنا واضحة: يجب أن تبقى الإنسانية والتضامن وسيادة القانون في صميم الجهود الإنسانية العالمية.

وقد صرح وزير خارجية جمهورية بولندا، رادوسلاف سيكورسكي، قائلاً: "انعقد المنتدى الإنساني الأوروبي هذا العام في لحظة فارقة في تاريخ النظام الإنساني العالمي. عام 2025 هو اختبارٌ لإنسانيتنا وتضامننا الدولي. لا يسعنا إلا اتخاذ قرارات جريئة لتقديم المساعدة الإنسانية بشكل أسرع وأكثر ذكاءً للمحتاجين. تسعى الرئاسة البولندية، بتركيزها على بناء القدرة على الصمود، إلى إيجاد حلولٍ للوفاء بالتزام أوروبا كجهة مانحة عالمية، وإعادة تأكيد التزامنا بالنظام متعدد الأطراف."

خلفية:

جمع المنتدى مشاركين من مختلف أطياف المجتمع الإنساني، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والشركاء الدوليون، والمجتمع المدني، والجهات الفاعلة المحلية. وقد ركزت المناقشات الاستراتيجية على دعم المبادئ الإنسانية، وضمان الوصول إلى السكان المتضررين، وتعزيز فعالية الاستجابات الإنسانية واستدامتها.

كما شددت الجلسات على أهمية القيادة المحلية في السياقات الهشة، وتعزيز جهود الحماية، وضرورة ربط الإغاثة قصيرة الأجل بالتعافي طويل الأجل. وفي بيئة جيوسياسية سريعة التطور، دعم المنتدى أيضًا مبادرات الإصلاح التي تقودها الأمم المتحدة - مثل إعادة ضبط العمل الإنساني ومبادرة الأمم المتحدة الثمانين - لضمان بقاء النظام الإنساني متجاوبًا وشاملًا وملائمًا للغرض. كما شهد المنتدى تجديد التزام الاتحاد الأوروبي بمعالجة الأسباب الجذرية للهشاشة وآثارها. وكذلك أعلنت المفوضية الأوروبية عن خطط لتطوير نهج متكامل للتعامل مع الهشاشة بحلول عام 2026، يجمع بين الجهود الإنسانية والتنموية وجهود السلام، من أجل الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات الفئات السكانية الضعيفة ودعم القدرة على الصمود على المدى الطويل.