THIS CONTENT HAS BEEN ARCHIVED

التراث الثقافي للأحياء في "مدينة الموتى"

10.04.2018
Teaser

يستمر الاتحاد الأوروبي في التزامه بالحفاظ على الحي القاهري الفريد الذي يرجع تاريخ تشييده إلى العصر المملوكي. وقد وصل المشروع إلى المرحلة الثالثة والأكثر أهمية في عملية الترميم والصيانة، وتقدر بمبلغ 950 ألف يورو، والتي تستمر على مدى 30 شهرًا. (من فبراير 2018 حتى أغسطس 2020)

Text

سياق المشروع:

كانت "مدينة الموتى" هي المقبرة التي تضم رفات السلاطين والأشراف في الحقبة المملوكية (1250-1517 م)، وظلت فيما بعد مقبرةً ذات شأن لكبرى العائلات. وعلى عكس المقابر الأوروبية، كانت هذه المقابر تضم أضرحة ضخمة متعددة الوظائف يعمل بها عدد كبير من الأفراد بشكل دائم. لذا، كانت "مدينة الموتى" دائمًا في الواقع "مدينة للأحياء". وقد تم إدراج هذه المنطقة على قائمة التراث العالمي باسم "القاهرة التاريخية".

وتختلف المنطقة عن أحياء القاهرة الأخرى نظرا لما يلي:

  • الكثافة السكانية بها أقل مقارنةً بالمناطق الأخرى بالقاهرة الكبرى؛

  • تتكون المنطقة من شقين متمازجين: المقابر (نكروبوليس) والمدينة الأثرية (أكروبوليس)

  • ما يتبع فيها من تقاليد قديمة تتمثل في زيارة المقابر خاصة في أيام الخميس وخلال الأعياد الدينية.

قام الاتحاد الأوروبي بتمويل ثلاثة مشروعات رئيسية حتى الآن في "مدينة الموتى" من خلال منح إجمالية تصل إلى 1.3 مليون يورو. وقد استهدفت المشروعات الحفاظ على المعالم الرئيسية للعصر المملوكي، لتكون وسيلة لدفع جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين.

 

الأهداف:

المرحلة الثالثة: يبدأ مشروع التراث الثقافي للأحياء في "مدينة الموتى" في أول فبراير 2018 ويستمر لمدة 30 شهرًا، بميزانية إجمالية تبلغ 1 مليون يورو، تبلغ مساهمة الاتحاد الأوروبي فيها 945.000 يورو. سيتم من خلال المشروع إعادة تأهيل الأجزاء المهدمة والمدمرة حاليًا في واحد من أهم المجمعات المعمارية التاريخية في القاهرة (التي تم بناؤها في سبعينيات القرن الخامس عشر) من خلال صيانة المباني المعمارية، كما سيتم تهيئتها لتلبية احتياجات المجتمع المحلي.

 

ومن المتوقع أن ينجح المشروع في إصلاح المباني والأماكن التاريخية وإعادتها إلى حالة جيدة تسمح باستخدامها، كما سيعمل على وضع الإطار الإداري لاستخدامها من جديد. ونتيجة لذلك، ستتحسن جودة حياة سكان المنطقة بفضل الخدمات الأفضل (خاصة خدمات الرعاية الصحية الأساسية)، والبيئة الحضرية المحسنة، والفرص الاقتصادية الموسعة للمشروعات المحلية الصغيرة مع زيادة السياحة الثقافية.

 

وسيستخدم المشروع الأيدي العاملة المحلية قدر الإمكان، كما سيوفر فرص عمل قصيرة المدى، وهو ما تشتد الحاجة إليه في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. فضلًا عن ذلك، سيقدم المشروع دورات تدريبية أثناء العمل لتحسين فرصة سكان المنطقة في التوظيف.

 

الإنجازات:

 

المرحلة الأولى: من الخارج إلى الداخل: فن الشمول تم ترميم الحوض و"مقعد السلطان قايتباي" من خلال مشروعين ممولين من الاتحاد الأوروبي. ويتمثل الهدف النهائي لهذه المشروعات في جعل الثقافة والتراث الثقافي في متناول المجتمع داخل مدينة الموتى. ويمثل كل من "الحوض" و"مقعد السلطان قايتباي" مثالين رائعين للحفاظ على التراث الثقافي الملموس، وإعادة استخدامه لصالح المجتمع المحلي وتنميته.

الحوض (حوض شرب الحيوانات). بناه السلطان الأشرف قايتباي (رقم 183) 1474 م/ 879 ه

 

في القاهرة، لم تكن الأحواض التي توفر المياه الصالحة للشرب للحيوانات بنفس عدد الأحواض التي تخدم المواطنين (السبيل)، إلا أن عددًا كبيرًا تم الحفاظ عليه. بنى السلطان قايتباي ثلاثة أحواض على الأقل في المدينة. ويعود المظهر الحالي للمبني المشيد بالحجارة في الغالب إلى عمل لجنة الحفاظ على الآثار في أواخر القرن التاسع عشر، إلا أن الخطوط العامة للبنية الأصلية بقيت على هيئتها، مع الجدار الخلفي والشرفة الغنية بالنقوش الحجرية عالية الجودة التي تماثل نسق البناء في عهد السلطان. وقد غطت اللجنة الهيكل المهدم بسقف واقٍ. وتم ترميم المبنى في عام 2014 من خلال المشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي. واليوم، يستخدمه المجتمع المحلي كمساحة لإقامة المعارض الفنية.

المشروع: من الخارج إلى الداخل: فن الشمول. مقر الفنون والثقافة في مدينة الموتى في القاهرة. الميزانية الإجمالية 81.500 يورو، بمساهمة قيمتها 50 ألف يورو مقدمة من الاتحاد الأوروبي.

أما وراء الحوض، فيوجد بقايا مبانٍ خدمية للمجمع الجنائزي الضخم السابق، وتشمل عجلة المياه التي كانت تزود الحوض بالمياه، وقد حافظت عليها اللجنة بوصفها أطلالًا دائمة.

 

المرحلة الثانية: مقعد السلطان الأشرف قايتباي (رقم 101) 1472-74 م/ 877-879 هـ

 

كان هذا المكان جزءًا من قصر ضخم بناه السلطان قايتباي بجوار قبره. كان المقعد (ويعني حرفياً مكان الجلوس) ركنا أساسيا في كل بيت من بيوت الأغنياء في القاهرة المملوكية، ولاحقًا في العصر العثماني. ويتكون المقعد من شرفة تعلو المخازن التي كانت تقع في الطابق الأرضي، وتنفتح الشرفة على الفناء الداخلي، وهي المساحة المركزية الموجودة في كل منزل، وتتكون من أقواس مدعومة بأعمدة حجرية. ومن هذا المكان، كان سيد المنزل يراقب الأنشطة التي تجري في الفناء. ويختلف هذا المقعد نظرا لأنه عبارة عن قاعة مغلقة لها نوافذ متعددة، بدلاً من الشرفة المفتوحة التي تعلوها الأقواس. ويشير البناء الغريب للجدار الأمامي إلى احتمالية إدخال تغييرات على الخطة الأصلية. وكانت هناك قاعة مماثلة (تحتوي كذلك على النوافذ بدلا من الأقواس) تمثل جزءًا من المجمع الجنائزي للأمير كبير قرقماس الذي يقع على مقربة من المكان. وقد حكم السلطان قايتباي من قلعة القاهرة بين عامي 1468 و1496 إمبراطورية تضم مصر، والنوبة، وسوريا، إلى جانب لبنان، وفلسطين، والحجاز.

المشروع: من الخارج إلى الداخل: فن الشمول. مقر الفنون والثقافة في مدينة الموتى في القاهرة. الميزانية الإجمالية 366 ألف يورو، بمساهمة قيمتها 193 ألف يورو مقدمة من الاتحاد الأوروبي.

 

"يولي الاتحاد الأوروبي أهمية كبيرة للتراث الثقافي المصري الذي يضم أهم المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي. وبفخر غامر نفتتح العام الأوروبي للتراث الثقافي -2018 ، من خلال تمويل سبعة مشروعات جديدة تحمي أهم مواقع التراث الثقافي، وتدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات التي تعيش في هذه المواقع. ويؤكد الاتحاد الأوروبي على التزامه بدعم مصر في حماية التراث الثقافي المشترك."

معالي السفير إيفان سوركوس، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى جمهورية مصر العربية

 

                               

                

زيارة مايكل كوهلر، مدير المديرية العامة للجوار ومفاوضات التوسع، 20 يناير 2018

 

Project category
Culture
Editorial sections
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
مصر